إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
112761 مشاهدة print word pdf
line-top
عبودية سيدنا عيسى -عليه السلام-

...............................................................................


وكذلك حال عيسى ؛ مع ما فَضَّلَهُ الله به، وما مَيَّزَهُ بالآيات: بأنه يُكَلِّمُ الناس في المهد، ومن أنه يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ والأبرص، ويحيي الموتى، ويخلق من الطين كهيئة الطير؛ فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، ويخبرهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، مما يُطْلِعُهُ الله عليه؛ ومع ذلك لم يخرج عن أن يكون عبدا! كما اعترف على نفسه، وهو طفل أول ما كلم به قَوْمَهُ قال: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا عبد الله.. اعترف بأنه عبد الله. ومن المعلوم: أن العبد: هو العابد. أي: عابد، ومملوك، وعبد، وذليل لربي. فلا ينبغي أن يُرْفَعَ فوق قدره.
وهكذا يقال في بقية الأنبياء.. أنهم جميعا بشر، لا يصلح أن يُصْرف لهم شيء من أنواع العبادة التي هي خالص حق الله.

line-bottom